عنوان المقالة:
اضطراب إدمان الفيسبوك: هل الفيسبوك حقيقة إدمان؟
ملخص:
رأي
يتميز إدمان الفيسبوك بتمضية وقت كبيرعلى الفيسبوك. وفي العادة، يعتمد على استخدام الشخص للفيسبوك الذي يتعارض مع الوظائف المتعددة في الحياة مثل العمل، أو المدرسة أو المحافظة على تفاعل وثيق مع الأسرة والأصدقاء المقربين (1). إن الإدمان هو مصطلح سائد جداً ومن المقبول أن شخصاً لديه تواصل قليل مع الفيسبوك أن يكون مجرداً من الإدمان مطلقاً. أحياناً هذا النوع من السلوك الإدماني يدعى اضطراب إدمان الفيسبوك، ومع أنه يدرس من قبل علماء النفس، إلا أن أعراضه غير معترف بها بشكل شامل كإضطراب نفسي(2).
حوالي 900 مليون إنسان يستخدم الفيسبوك يومياً (3)، والدافع الرئيسي هو البقاء على تواصل مع الأصدقاء المقربين والمعارف الآخرين. ويربط بعض الباحثين بين إدمان مواقع التواصل الاحتماعي وبين الثغرات الطبيةالمساندة، والمهنية، والتعليمية، والشخصية البينية وما إلى ذلك. إن الناس الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ربما أسقطوا التواصل الاجتماعي والتمكن الأكاديمي من واقع الحياة بمصاحبة علاقات عابرة.
تبين الإحصائيات الحديثة أنه كل يوم حوالي 63% من مستخدمي الفيسبوك الأمريكان يسجلون دخولاً للموقع، بينما 40% من المستخدمين يسجلون دخولاً عدة مرات في اليوم (4). وبشكل عام، يستخدم الناس مواقع التواصل الاجتماعي لدوافع خاصة بهم. إن قلة من الناس يفضلون تصفح تحديثات الحالة والصور الخاصة بالناس الآخرين، مع أن الآخرين يستخدمون المواقع كمدخل للتعبير عن آرائهم. وفي الحقيقة، واحدة من الأسس الأكثر أهمية، أننا نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي من أجل اختراق الذات والتخلص من الرتابة. إن المستخدمين الذين ينشرون صوراً/ وحالتهم يحصلون على تعزيز من خلال ايموشن ودي (مثلاً أعجبني، أحب، ههه، واو) والتعليقات على بوستات الآخرين. لقد ثبت أن السلوكات التي تتعزز باستمرار سيتكرر حدوثها، ولكنها ستكون شاقة بالنسبة لأولئك الناس الذين يحسمون هذا الأمر بالتوقف تماماً ويصبحون مدمنين.
إن السلوكات المذكورة سابقاً تعمل كمقدمة لإدمان الفيسبوك. وبالفعل، هذه الأنماط من السلوكات منتظمة جداً بحيث أن أندرسون وآخرون ابتكروا مقياساً نفسياً لتحديد إدمان الفيسبوك يسمى مقياس بيرج لإدمان الفيسبوك BFAS (5). ولقياس إدمان الفيسبوك، تضمن هذا المقياس 6 مقاييس تتألف من عبارات مثل "تقضي الكثير من الوقت وأنت تفكر بالفيسبوك وتخطط لكيفية استخدامه"، "أنت تستخدم الفيسبوك لتنسى مشاكلك الشخصية". ويعبر دارسو مقياس بيرج لإدمان الفيسبوك BFAS أن الحصول على "غالباً" و"غالباً جداً" وسط أربعة من ستة مقاييس يوجه نحو إدمان الفيسبوك (5).
إن الملفت أكثر هو أن الناس الذين هم أكثر توجساً، ولفتاً للنظر وتشككاً هم الأكثر جدوى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. افترض ميشي وآخرون رابطاً بين المدخل الذي يعالجه الدماغ، خاصة الإمكانيات المرتبطة بالذات حجماً وعمقاً من قبل الفرد في سبيل الفيسبوك (6). لقد أثبت الباحثون أنه وسط المشاركين عند الاستجابة للمواحهة في السمعة بالنسبة للذات، والتعرف على النجاح من أجل الآخرين، فإن التصرفات المرتبطة بالمكافآت بالنواة المتكئة اليسرى تخمن استخدام الفيسبوك. وبغض النظر، النويات المتكئة التي تعمل مقارنة بالمكافأة النقدية لم تتنبأ باستخدام الفيسبوك. هذه الدراسة توسع من معرفتنا القائمة حول دور النويات المتكئة مثلما ينتقل إلى السلوك البشري (79). وتلخيصاً، تشرح النتائج كيف أن الشعور الذاتي للنويات المتكئة بقبول المعلومات الاجتماعية المتعلقة بالذات يساهم في التفاوت في السلوك في واقع الحياة. ومن هذه النتائج، يبدو أن غالبية الناس المدمنين على الفيسبوك، يستخدمون الموقع كأسلوب للفت الانتباه والتباهي معجبين بذواتهم. ولكن هذه الأنشطة لها تأثيرات ضارة كبيرة على الصحة العقلية والرفاه من ضمنها الإدمان.
أجرت القلق البريطانية عدة دراسات للكشف عن علاقة التكنولوجيا (أي الحاسوب، هواتف الموبايل، والهواتف الذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي) بالقلق (10). يشير الاسم إلى تبديل السلوك بشكل مدمر لأكثر من نصف المستجيبين الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار. كذلك أشارت الدراسة إلى عدة أسباب لكي يعرضون أنفسهم، على سبيل المثال، بشكل سلبي على أصدقاء الكترونيين، وقضاء وقت كبير اونلاين، والخشية من الانقطاع، والاسترخاء من التواصل الاتفارضي الجدلي والالكتروني كعوامل خطر لتوليد صعوبات في علاقاتهم أو وظائفهم (10). وعلاوة على ذلك، تمت الإشارة إلى الضيق والتوعك من قبل 45% من المستجيبين ممن لم يكونوا قادرين على الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني الخاصة بهم (10). الصدمة أنه للحصول على استراحة، 60% من المستجيبين زعموا أنهم شعروا بالحاجة لإغلاق أجهزتهم التكنولوجية (10). وبالإضافة إلى ذلك، واحداً من كل ثلاثة منهم قالوا أنهم أغلقوا بالفعل عدة مرات في اليوم (10).
درست راش وآخرون الصلة بين الموقف الوجاهي والفيسبوك للكشف عن أن الانكشاف أمام مواقع التواصل الاجتماعي يعزز أو يخفف من الإستثارة النفسية بين المشاركين القلقين اجتماعياً (11). ووصف الباحثون أن الفيسبوك كان مسؤولاً عن تزايد الاستثارة قبل اللقاء وجهاً لوجه، بشكل سائد بالنسبة للمشاركين ذوي المستويات المرتفعة من القلق (11).
وطبقاً لدراسة كروس وآخرون فإن استخدام الفيسبوك يجعلنا نشعر بالأسي (12). وكما يشير الاسم فإن مستخدم الفيسبوك يتنبأ بالتغيرات مع الوقت بالنسبة للسعادة (كيف يدرك الناس من وقت لآخر وكيف تصبح حياتهم ألطف) (12). إن الكثير من الناس الذين استخدموا الفيسبوك لمدة مرة واحدة، شعروا بحالة من الانتكاس، والمرة التالية راسلوهم برسالة نصية، وبالتالي تراجعت مستويات رضاهم عن الحياة مع الزمن إذا استخدموا الفيسبوك أكثر من أسبوعين. في الحقيقة، التفاعل المباشر مع الناس الآخرين لم يتنبأ بهذه النتائج الكبيرة.
وفي دراسة لــ كلية سالفورد للأعمال في جامعة سالفورد اكتشف أن مواقع التواصل الاجتماعي، مثلاً الفيسبوك، وتويتر تسبب القلق (13). وكذلك، بحسب مقالة التلغراف، أشار الباحثون أنه ما بين 298 مشاركاً أكثر من نصف من تمت مقابلتهم زعموا أن سلوكهم قد أعيد تشكيله من خلال استخدام تلك المواقع ونصف أولئك زعموا أن حياتهم تحولت إلى الأسوأ (13). وغالبية الناس زعموا أن مستويات الثقة ضعفت بسبب ربط مصيرهم بأصدقاء افتراضيين. وفضلاً عن ذلك، الثلثان كان لديهم حالات من الاستسلام أو عدم القدرة على النوم بعد توافرهم بعض الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي. هذه الدراسة كذلك وبشكل مطلق أن الانترنت هو إدمان. وأكثر من نصف الناس أشاروا إلى حالة قلق أو غصة في الحلق إذا لم يدخلوا لحساباتهم على فيسبوك أو تويتر أو بريدهم الإلكتروني. وأشار أودن وآخرون أن اضطراب إدمان الانترنت يرتبط بالغم والاكتئاب النفسيان (14).
أشارت دراسة ريان وآخرون في تقييمها أن الدوافع الأكثر شيوعاً لاستخدام الفيسبوك هي المحافظة على العلاقة، وتمضية الوقت، والمتعة، والزمالة (15). هذه الحوافز يمكن ربطها بإدمان الفيسبوك من خلال الاستخدام الاعتيادي أو الشديد أو المتأثر بالرغبة لتغيير المزاج. وتبين دراسة للبحث في إدمان الفيسبوك أن استخدام الفيسبوك يمكن أن يتحول إلى اعتيادي أو شديد وقلة من المدمنين قد يستخدموا الموقع للتحرر من المزاج السلبي (15). إن المراهقين المتشابكين على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر ميلاً لإدمان التدخين والشرب والمخدرات. واكتشف الباحثون في المركز الوطني للإدمان وإساءة استخدام المواد أن المراهقين الذين يدخلون لمواقع التواصل الاجتماعي في أي وقت كل يوم كانوا أكثر عرضة بخمس أضعاف للتدخين مقارنة بمن لا يدخلون (16). وفضلاً عن ذلك، كانوا أكثر عرضة بثلاثة أضعاف لشرب الكحول وكانت فرصتهم لتدخين الحشيش أكبر بمرتين (16). كذلك لاحظت الدراسة أن عبء الأقران كان يبذلك الجزء الأكبر بالنسبة لــ 40% من المراهقين في مشاهدة صور لأصدقاء وهم يشربون حتى الثمالة على مواقع مثل الفيسبوك وماي سبيس(16).
اليوم تحول الفيسبوك ليصبح جزءاً مهماً من حياتنا وهذه حقيقة مزعجة بالنسبة للمراهقين والتي يلزم تناولها بعناية. وفي الحقيقة، ليس الأمر تماماً أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك قد أصبح خارج السيطرة، ولكننا لا نستغني أن نكون متصلين افتراضياً بشكل دائم. على الآباء أن يعرفوا أن أبناءهم المراهقين يتنفسون الصعداء في الوقت الذي يكونوا فيه متصلين "وشغالين" بشكل لا يلين. وبالنسبة للمراهقين الذين يدمنون تدريجياً على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك أو حالياً مدمنين، هنالك حاجة لفحصهم من خلال الإرشاد الملائم من أجل خير الإنسانية [2022، XGPP].
بيانات المقالة: