عنوان المقالة:
المباني الإسلامية كتحدي جديد أمام مهندسي العمارة في وسط أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر الطويل
ملخص:
في عام 1889، نشر المهندس المعماري الفييني Viennese لودويغ كلاسن المجلد الحادي عشر من الدليل الخاص به "جراندريس-فوربلدر فون جيباودن الير آرت في ليبزيغ؛ جراندريس-فوربلدر فون جيباودن فير كيرشليخ زويك". وهو جزء من سلسلة كان القصد منها تزويد المهندسين المعماريين بمخططات ومناسيب المباني المعمارية، وتم تكريس هذا المجلد لعمارة الكنائس والذي تلا المجلدات السابقة حول المساكن والمحلات (المجلد الأول)، والمطاعم والفنادق (المجلد الثاني)، المدارس (المجلد الثالث)، المستشفيات (المجلد الرابع)، الأسواق والمسالخ (المجلد الخامس)، المباني المالية والصناعية (المجلد السادس)، النوادي والمسارح (المجلد السابع) دور الأيتام والمباني الخيرية الأخرى (المجلد الثامن)، المباني الحكومية (المجلد التاسع) والمباني الخاصة بالعلوم والفنون (المجلد العاشر). إن هذه المجلدات التي تم شرحها بإسهاب كانت مصممة للاستخدام العملي من قبل المهندسين المعماريين، الذين إذا جوبهوا بمهمة خاصة، يمكنهم الرجوع إلى الكتاب فيما يتعلق بالكيفية التي تم بها حل المشكلات المتعلقة بالشكل والوظيفة في الماضي. يبدو اليوم أن عمل كلاسن هو المستخدم غالباً كمستودع لمخططات ومناسيب المباني التاريخية، والتي استرجعها مؤلفها من أعمال سابقة. وهذا كذلك هو الكيفية التي تصادفت بها مع هذه السلسلة. إن ما أدهشني باعتباره جديراً بالملاحظة وأنا أتصفح المجلد المخصص للمباني الدينية، مع ذلك، هو احتواؤه ليس فقط على معلومات عن الكنائس من النوع المبني عموماً في الأراضي الناطقة بالألمانية في أواخر القرن التاسع عشر، وأسلافها التاريخية، ولكنه يحتوي كذلك على فصول كبيرة مكرسة للتخطيط المعماري وزخرفة الكنائس الأرثوذكسية ، والكنس، وحتى المساجد. هنا علينا أن نتذكر أنه منذ الإصلاحات المضادة في وسط أوروبا أصبحت قيود قاسية نافذة فيما يتعلق بالصروح التذكارية للمباني غير الكاثوليكية في الأراضي النمساوية. وجرى تطبيق القوانين من أجل إبراز تفوق الكاثوليكية على الاعترافات الأخرى-وهو نظام يشبه بشكل مثير للإعجاب لنظام هابسبورغ العدو-الخالد العثماني، حيث في نطاقه جرى تطبيق مثل تلك القيود على غير المسلمين. لقد كانت مساهمة كلاسن في وقتها الدقيق، بسبب أنها قدمت نماذج جاهزة في الوقت الذي تم فيه بشكل نهائي خلع النظام القمعي القديم الذي كان قد بدأ يلين مع بدايات ثمانينات القرن الثامن عشر. ومع ذلك، في فيينا لم تبنى الكنيسة البروتستانتية الأولى ذات برج الجرس الشامخ إلا في تسعينات القرن التاسع عشر-وليس في وسط المدينة بل في حي نيو-فارينج الضاحية التي تم ضمها مؤخراً. إن دمج معمارية المسجد في المجلد الحادي عشر لكلاسن محتملاً جداً أنه يرتبط بتوسع منطقة هابسبورغ لتشمل البوسنة والهرسك في عام 1878. إن الكثير من الخريجين الشباب من أكاديمية فيينا للفنون الجميلة كان يتم إرسالهم هناك للمساعدة في تحول بلدات مثل سيراييفو فبينما يتواصلون عبر زخرفات الواجهات المشرقية بحيث أن هذا قد لا يعيق نوعاً ما من التواصل الثقافي. ربما كلاسن ومعاصريه تنبأوا كذلك بتوسعة أخرى للنمسا-هنغاريا (أو المانيا، لأجل ذلك السبب) داخل الأراضي الإسلامية، أو أنه لاحظ أن أماكن مثل العاصمة العثمانية أو القاهرة أصبحت بيئة جاذبة بشكل متزايد لعمل المعماريين الأجانب. وليكن هذا، المهم أن كلاسن اعتقد أن تصميم المباني الإسلامية كان تحدياً يواجهه المهندسون المعماريون في زمانه، وأن تقديمه لمعلومات حول ذلك الموضوع قد يساعد من يشتري كتابه الصمود أمام هذا التحدي. إن الأقسام الثلاثة حول العمارة الدينية غير الكاثوليكية في جراندريس-فوربيلدر-المباني الأورثوذكسية، والإسلامية واليهودية-غير متوازنة فيما يتعلق بتركيزها على التسلسل الزمني. ففي القسم الأول هنالك توازن نوعاً ما بين مباني العصور الوسطى والمباني في زمان كلاسن: التركيز هو على روسيا، مع أن المباني المتأخرة لليونان والصرب والجاليات الروسية في تريستا، فيينا، دريسدن، وفيزبادن كانت معتبرة وتم تصويرها. والقسم حول الكنس يركز بشكل قوي على مباني القرن التاسع عشر في الأراضي الناطقة بالألمانية. وفي القسم حول المساجد، والذي يتبع بشكل واسع تسلسل "العرب-الأتراك-الهنود"، تم تزويد القارئ بمثالين فقط لتصاميم مساجد متأخرة: المسجد المصمم للقسم العثماني من معرض باريس عام 1867 من قبل ليون بارفيليه، ومسجد مشهور قليلاً والذي اكتمل للتو في بلدة توزلا البوسنية. المبنى ذو القبة الصغيرة الذي بني بحسب تصميم من قبل مهندس معماري غير معروف من طريق أخرى "ف. ميكانوفيتش"، هو مقاربة فضولية مع ترتيبات مكانية عثمانية نموذجية مموهة بزخرفات مملوكية أو مورية Moorish. إن كلاسن ليس لديه ما يقوله بشأنها، لكنه وجدها متميزه "بمعماريتها الرقيقة" "وألوانها الذائقة" ، والتي اعتقد أنها استثمرت بانطباع عام رائق. من غير المعروف سبب عدم تضمين كلاسن المساجد العثمانية "الحديثة" التي بنيت أثناء حياته، مثل مسجد اسكاريا، دولموباجه، يلديز واورتاكوي. إن جميع هذه المباني كانت قد بنيت قبل إصدار المجلد الحادي عشر من جراندريس-فوربيلدر وربما أفادت الكتاب بشكل كبير بالنظر إلى هدف المؤلف. محتمل جداً أن كلاسن الذي لم يكن لديه تاريخ من الاهتمام بالأشياء الشرقية، كان ببساطة لم يعلم بها. ولا يستبعد أنه ضمن العمارة الدينية الإسلامية لمجرد أن يتمكن دليله من أن يزعم أنه شامل فيما يتعلق بالمهمات المتنوعة التي قد يواجهها القراء من المعماريين الألمان في أواخر القرن التاسع عشر. ومع ذلك، فالحقيقة هي أن كلاسن اعتقد أن تصميم المسجد قد يكون إحدى تلك المهمات، كنتيجة لعلاقة جديدة مع العالم الإسلامي، والتي تبدو جديره بإلقاء الضوء عليها [2020، YCYJ].
بيانات المقالة: